السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، واليوم نكتب عن احد أسباب الحوادث المرورية وهو الطريق .
1– مقدمة : تبلغ أطوال شبكة الطرق والشوارع في العراق حاليا حوالي 90 الف كيلو متر نصفها تقريبا داخل المدن ولم يتم تنفيذ طرق جديدة الا بنسبة تكاد لا تحس ، في حين كان عدد المركبات في العراق لغاية عام 2003 حوالي 1.1 مليون سيارة واصبح حتى نهاية عام 2016 بحدود 6 مليون مركبة وهناك عشرات الألاف من الدراجات البخارية والهوائية ، أي تبلغ كثافة المركبات حاليا بحدود 67 مركبة للكيلو متر الواحد وفي اليابان تبلغ بحدود 35 وفي الولايات المتحدة اقل من ذلك ، في العراق ليس لأن السيارات كثيرة بل لأن الطرق قليلة فالعراق بموجب المواصفات الدولة لكثافة الطرق يجب أن يكون فيه 300 الف كيلو متر من الطرق والشوارع وعندها تكون الكثافة =20 مركبة للكيلو متر الواحد ، وشبكة الطرق الحالية تعاني من تدهور تام وعدم وجود أعمال صيانة ذات قيمة عليها .
2- أسباب الحادث المروري :
يعتقد الباحثون أن الحادث يقع بسبب أحد أو أكثر من العوامـل الآتية :
الأنسان.
المركبة.
الطريق.
المشاة.
الظروف الجوية.
3– تأثير الطريق على الحوادث : .
تكون الطرق ذات تأثير مباشر أو غير مباشر على الحوادث بواسطة مكوناتها التي هي :-
أ – ظواهر الطريق .
ب – تسهيلاته.
ت- تصميمه.
ث – خدماته.
ج – متطلبات السلامة عليه .
أولا”: ظواهر الطرق: يجب أن تكون ملائمة وكفؤة لتساهم في تقليل الحوادث ومن ذلك :
– العرض المخصص للمركبات (Carriageway Width) .
– التخطيط العمودي (Vertical alignment ) او المنحنيات العمودية.
ثالثا”: تصاميم الطرق: مع إن الإحصائيات تشير إلى إن الحوادث تقع على الطرق تحت ظروف اعتيادية ، فلابد من وضع برنامج لاستمرار تحسينها لمحاولة منع وقوع الحوادث ومهما تكن نسبتها وكما يأتي :-
(1)- مراعاة الحوادث في تصاميم الطرق (إضافة إلى العوامل الأخرى) حيث يجب تصميم الطريق بحيث يساهم في خفض شدة الحادث عند حدوثه لأي سبب مع التركيز على احتمال خطأ السائق .
(2) – تنفيذ ممرات ثانيـة للطرق ذات الممـر الواحد لتقليـل نسـبة الحوادث التي تقـع عليها ولفصل مسارات المركبات ويفضل أن تكون الجزرات الوسـطية أعلى من منسـوب الطريـق ومفصولة بحاجز كونكريتي ( من النوع المسمى نيوجرسي بارير ) ومعلوم ان الجزرات الوسطية لها الفوائد الآتية : – تحديد مسارات واتجاهات السيارات
– إجبار السواق على دخول المسارات.
– يمكن بواسطتها السيطرة على السرع
– تمنع الاستدارة الكيفية
– فصل نقاط التقاطع.
(3) – تحسين التقاطعات مع الطرق أو السكك وجعلها بمستويين قدر الإمكان وخاصة مع سكك الحديد حيث تدل البحوث إن نسبة الحوادث المميتة عند التقاطعات مع السكك هي 3:1 في حين تكون هذه النسبة 40:1 على الطرق العامة ( في دول تسمى آمنة مروريا) وان 37% من الحوادث القاتلة تقع في تقاطعات الطرق والشوارع ( تقدر الحاجة الآنية إلى معالجة اكثر من 38 تقاطعا” على الطرق العامة وخاصة التقاطعات المتعامدة على شكل + وتقاطعات الطرق مع السكك كما توجد في بغداد وحدها 250 تقاطعا مختلفا تحتاج إلى معالجات هندسية لتقليل الحوادث وتحسين انسيابية المرور).
(4) – مراعاة موضوع الحوادث في الأقواس العمودية والأفقية ومسافات الرؤيا (مثل تجنب القوس الأفقي داخل منطقة القطع) ، تصميم أقواس أفقية مفتوحة و بعيدة في حافتها الخارجية عن العوارض القاتلة كالأعمدة والأشجار الضخمة والجداول والأنهر….الخ مع مراعاة التأكد من وجود خشونة بموجب الواصفة على سطح الطريق .
(ا) – فصل ممرات المشاة ومنع تقاطعها مع مسارات السيارات في مستوى واحد قدر الإمكان .
(ب ) – وضع برامج لتحسين الطرق والشوارع بشكل عام وإجراء الصيانة اللازمة لها وخاصة معالجة النزف القيري والحفر على الفور وبأقصى سرعة .
وتشير الإحصائيات المتوفرة لدي أن الطرق تسببت في حوادث المرور بالنسب الآتية حسب الأعوام المذكورة إزائها :
1989 (3%)
1998(0,4%)
1999 (0,5%)
2000 (1,3%) ولا تتوفر معلومات دقيقة بعد هذا التاريخ.
رابعا”: خدمات الطرق:
تشير الدراسـات العالمية إلى أن الطرق السريعة هي الحل الأمثل للحد من الحوادث وخاصة في حالات حجم المرور الكبير لأنها تؤمن أفضل الخدمات، فهي تقلل حوادث المشاة بفصل حركتهم عن المركبات ، و عدم التقاطع في مستوى واحد مع الطرق الأخرى أو سكك الحديد، ومنع الانتظار ( التوقف) ووجود أكتاف عريضة ، ومسارات للمرور الاضطراري عند حدوث عطل أو تباطؤ في السرعة، كما إنها تحدد مناطق الدخول والخروج إلى الطريق ، و تقاطعاتها تكون منارة . ونوصى ان تشمل كل الطرق بالخدمات الأتية:
(1) – تبليط ساحات على جانبي الطرق الرئيسية لمسافات محددة لكي يستريح سواق الشاحنات فيها بعد عناء السفر ( بفضل وجود ساحة وقوف للمركبات و هي عبارة عن توسيع جانبي للطريق كل 20-30كلم في الاتجاه الواحد) .
(2) – إنارة كل التقاطعات ومناطق ربط الطرق الفرعية كمرحلة أولى والسعي إلى إنارة كل الطرق خارج وداخل المدن .
(3) – عدم ربط الطرق الفرعية بشكل عمودي ومباشر إلى الطرق السريعة او الرئيسية قطعيا .
(4) – تنفيذ طرق خدمة مبلطة للطرق الرئيسية وطرق المرور السريع لمنع التجاوز عليها من قبل سكان المناطق المجاورة لها بالدخول والخروج الكيفي وإجبارهم على استخدام المنافذ الموجودة حسب التصميم ، واستخدام طرق الخدمة بدل الطريق الرئيسي.
وقد ثبت ان المشاة وخاصة على الطرق الخارجية حيث لا تتوفر الإنارة يعتقدون إن السواق يشاهدونهم من مسافة معقولة بحيث يتخذون الإجراءات لتجنب صدم المشاة، وتشير الدراسات إلى إن السائق يرى المشاة ليلا من مسافة 100متر في طريق خال من الإنارة وان زمن الاستجابة لدى الإنسان تتراوح بين 0.5 الى 3 ثوان (زمن الاستجابة هو من رؤية الشيء إلى تنفيذ الفعل) وعليه فان السائق الذي يسير بسرعة 120كم/ساعة في الطرق الخارجية يحتاج إلى 90 مترا” لكي يتخذ الإجراء المناسب وهذا لا يتوفر في كثير من الحالات .
خامسا : تأمين متطلبات السلامة على الطرق : و تشمل الإجراءات الآتية:
(1) – إزالة العوائق على جانبي الطريق لمسافة 15مترا عن حافة التبليط على الأقل مثل :-
الأشجار العالية التي تسبب أضرارا كبيرة عند اصطدام المركبات المسرعة بها ، ويمتد ظلها في الصباح والمساء و بوجود أشعة الشمس على الطريق فتتعاقب المناطق المشمسة والمظللة على شكل مناطق ساطعة وقاتمة فيتعب نظر السائق ويصعب عليه تقدير المسافات ويتضاعف التوتر والجهد العصبي والنفسي ويزداد نبض القلب إلى اكثر من 120في الدقيقة أحيانا .
(2) – أبعاد أعمدة الكهرباء و الهاتف عن حافة الطريق او تثبيت أسيجة الأمان والحماية التي تمنع صدم المركبات بها.
(3) – حماية الجدران الكونكريتية و الأبنية القريبة من الطرق العامة.
(4 ) – تجنب الظواهر التي تؤثر على قوة الحادث مثل ارتفاع منسوب الطريق أو إمراره قرب منحدرات أو على حافة وديان سحيقة دون وجود إجراءات تأمين السلامة الكافية.
(5)—أجراء صيانة عامة وشاملة على كل شبكة الطريق العامة وإصلاح كل خل على سطوحها مثل التخدد والنزف القيري والحفر والمطبات والتشققات مع تخطيط تلك الطرق وتثبيت العلامات الإرشادية والتحذيرية .
(6) – تبليط كل أكتاف الطرق وخاصة الرئيسية .
(7) تفعيل قانون السيطرة على الإثقال المحورية والتأكيد على تطبيقه بكل دقة وهو احد أساليب الوقاية من الحوادث .