في الوقت الذي يستمر فيه العراق بمواجهة تحديات اقتصادية واجتماعية متعددة، تبرز أهمية دعم قطاع المقاولات كعنصر فعال في دفع عجلة الاقتصاد وتنمية البلاد.
لقد أصبحت مهنة المقاولين مهددة بسبب نقص الدعم الحكومي والتأخير في تسليم الميزانيات والسلف المالية اللازمة لإكمال المشاريع التي توقفت بسبب عدم صرف المستحقات، وهذا ما دفع اتحاد مقاولي العراق متمثله برئيسة الاستاذ علي فاخر السنافي بدعوة أعضاء الهئية العامة لتنظيم تظاهرة كبيرة في الـ 15 من يناير من السنة الجديدة، كخطوة احتجاجية للفت الانتباه إلى هذه المشاكل الملحة.
السيد رئيس الوزراء، الذي يحمل على عاتقه مسؤولية الخروج بالبلاد من هذه الأزمة، لديه القدرة على اتخاذ إجراءات سريعة وفعالة تضمن استقرار وازدهار قطاع المقاولات. يجب عليه الاعتراف بأهمية هذه الشريحة التي تشكل أساساً للتقدم الاقتصادي وتنفيذ البنى التحتية اللازمة للتنمية المستدامة من خلال التعامل بجدية مع مطالب المقاولين وتسهيل الإجراءات البيروقراطية، وتوفير التمويل اللازم في الوقت المناسب، يمكن للحكومة دعم هذه المهنة بشكل فعال.
إن الوقت قد حان للسيد رئيس الوزراء ليتخذ خطوات جريئة وعملية تضمن ليس فقط الاستجابة لمطالب المقاولين، ولكن أيضاً لتحفيز النمو الاقتصادي في البلاد. من خلال التركيز على استقرار ونمو قطاع المقاولات، يمكن للعراق أن يتجه نحو مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً، حيث أن المقاولين يمثلون ركيزة أساسية في هذا المسار. لا شك أن دعم المقاولين سيكون استثماراً مستداماً يعود بالنفع على البلاد ككل.